ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تركت أثرها على الحياة في مصر، حيث تبدي السلطات هناك سخطا متزايدا على الانتقادات الموجهة لها في الداخل والخارج لرفضها فتح الحدود بين مدينتي رفح المصرية وغزة الفلسطينية بشكل كامل.
وفي تحقيق صحفي أجراه مراسلها مايكل سلاكمان في القاهرة على ملابسات اعتقال أجهزة الأمن لطالب يدرس بالجامعة الأميركية بالعاصمة المصرية لاشتراكه في مسيرة نظمتها مجموعة طلابية تضامنا مع غزة, قالت الصحيفة نقلا عن خمسة من شهود العيان ووالديْ الطالب ومدافعين عن حقوق الإنسان إن السلطات المصرية لجأت على ما يبدو لقانون الطوارئ لإسكات منتقدي سياستها تجاه غزة.
وأضافت أن الحكومة تقر باحتجازها لنحو 1800 معتقل بموجب قانون الطوارئ دون توجيه تهم لهم, لكن جماعات حقوق الإنسان تقول إن العدد يناهز 10 آلاف.
واسترسلت الصحيفة في سرد ملابسات الاعتقال, إذ ذكرت أن الطالب فيليب رزق ومجموعة من زملائه -في جماعة تطلق على نفسها اللجنة الشعبية للتضامن مع الشعب الفلسطيني- قرروا الشهر المنصرم تنظيم مسيرة رمزية ضمت مشاركين نصفهم مصريون والنصف الآخر من الأجانب.
واستقلت المجموعة –ذات الميول اليسارية- حافلة ركاب من القاهرة وتوجهت صوب محافظة القليوبية شمال القاهرة. وهناك انطلقت المجموعة في مظاهرة لمدة ساعتين سيرا على الأقدام ملوحة بالأعلام الفلسطينية.
أما رزق فقد كان يحمل لافتة كتب عليها بالعربية: "الكيل قد طفح, افتحوا معبر رفح".
وانفضت المظاهرة, ولكن عندما قفل أعضاء المجموعة عائدين إلى القاهرة طوقت الشرطة حافلتهم وما لبثت أن اعتقلتهم قبل أن تنقلهم إلى مركز للشرطة.
وهناك أرادت الشرطة التحدث مع رزق الذي طلب أن يرافقه محاميه, لكن الشرطة صرفت انتباه المحامي وانطلقت مسرعة برزق من الباب الخلفي إلى جهة غير معلومة.
وأشارت الصحيفة إلى أن مراسلها حاول استقصاء أسباب الاعتقال من متحدث باسم وزارة الداخلية المصرية آثر عدم الكشف عن هويته.
وكان رد المسؤول –على حد قول الصحيفة- أنه ليست لديه أي معلومات عن فيليب رزق وتساءل: "ما السر وراء اهتمام نيويورك تايمز بفيليب؟". وواصل موجها سؤاله للمراسل: "هل أنت تعمل في منظمات حقوق الإنسان
؟".